تحتفل المنظّمة الدّولية باليوم العالمي للّغة العربية، ومن العجب العجاب أنّنا ونحن النّاطقون بلسان الضّاد لا نعير لهذه المناسبة وزنا!.. فكم صدّع رؤوسنا بعض القوم بالأمازيغيّة في كلّ مناسبة وبغير مناسبة، وبالحرف الأمازيغيّ والتّراث الأدبيّ الأمازيغيّ واللّسان الأمازيغي.. وهم هم الذين يحتفلون بأعيادنا التّراثية والتّاريخية بلغة موليير.. هم هم الّذين يشمئزون من حروف العربيّة ولسانها..
وممّا زاد في عجبي تصدُّر السّفارة الفرنسيّة للاحتفال باللّغة العربية في يومها؟!.. وهم الّذين حاربوها فوق القرن بعساكرهم ويحاربونها قرابة القرن بأتباعهم وأذنابهم..
إنّ حال العربيّة اليوم بين نخبة جامعية مُفرنسة تعرض للفرنسيّة على أنّها لسان العلم والتعلم.. فتُكوّن بالفرنسيّة حتى لا ينقطع نسلها.. ونخبة أخرى معرّبة مقطوعة عن العلوم الحديثة تحارب للعربيّة بالشّعارات والأشعار دون أن تجد لها في محافل العلم والتعليم مكانا.. وبين رجالات العلم الشرعي الّذين صار أغلبهم يقتات بالعربيّة لأنّها آلة كسبه ومطيّة بقاءه.. وكل واحد من هؤلاء يسبح في فلك لوحده.. فصار عالمنا عوالم منفصلة..
والعربيّة اليوم في أحوج ما تكون إلى نخبة ترفعها لمدرّجات الجامعات وتخطّ بها سطور المقالات في مجلات العلوم والأبحاث وتعيد وضعها صافية نقية بين يدي الناس البسطاء في فضاء الإعلام بعد أن شوّهتها المسلسلات المدبلجة بالعاميّة، وحطّمتها مناهج الإصلاح بمصطلحات الشّارع وألفاظ السّوقة والمنحرفين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق