عن أي معالم نتحدث: توطئة

المعلم والعلم مرتبط بالطريق، فهم الإشارات على درب التاريخ والهوية، والحديث عنهم يثير مسألة الهوية بكل أبعادها. وبعيدا عن الفلسفة والتنظير العميق نطرح السؤال البسيط التالي: هل الجزائر رومانية أم وندالية أم عربية أم فرنسية أم أمازيغية أم ماذا؟ وهل معابد الرومان من معالمنا؟ وهل ضباط ومفكروا المستدمر الفرنسي من أعلامنا؟ ألم يمروا بأرضنا ومنهم من دفن بها؟
والجواب عنه ليس بالهين، لأن التأصيل في هذه المسألة التاريخية أجاد فيه أهل الاختصاص ممن هو خير مني. ولكني هنا أتكلم بلسان المواطن الجزائري البسيط خريج التعليم الوثيق العرى بالمجتمع ونتاج تكوين مؤسسات المجتمع العميق من مسجد أصيل وأسرة بسيطة عريقة. هذا الجزائري الذي يعتبر فرنسا مرحلة من التاريخ لا ينتمي إليها إلا كقطعة من العذاب أحس فيها بسلخه عن جذوره فقاوم ذلك بكل الوسائل حتى تخلص منها برجوعه للعروبة والأمازيغية والإسلام. وإلا؟ لماذا حاربنا فرنسا وأخرجناها من بلدنا إذا كانت الثقافة الفرنسية مكونا أصيلا فينا؟
إن الأعلام والمعالم الجزائرية هي ما كان متوافقا مع أصولنا مدافعا عنها مساهما في تطويرها وترقيتها منسجما مع روح الأسرة العريقة متمسكا بقيمنا وعاداتنا. وفي المشاركات اللاحقة سنحاول بيان كل هذا بنوع من التبسيط والإجمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق