لماذا يصر البعض على رفض المرجعية الدينية للجزائر؟.. الجزء الأول

تصرّ بعض الأقلام والأصوات الشّاذّة على رفض المرجعيّة الدينيّة للجزائر. وعندما أصفها بالشّاذة، فأنا لا أسبّ ولا أشتم، ولكنّي أصف حالة، فعلى الرّغم من الزّخم الإعلامي الذي توفّره القنوات والمؤسّسات الإعلامية لهذه التّوجّهات، فإنّها قليلة ونادرة إذا ما قورنت بجماهير النّخبة الصّامتة والمغيّبة طوعا أو قسرا.
تصرّ هذه الأصوات والأقلام على تصوير حتميّة الحضارة والتّقدم والمدنيّة في الجزائر على أنّها لا دينية، وإذا قلنا لا دينية، فنحن نقصد طبعا لا إسلاميّة، لأنّ الدّين في الجزائر هو الإسلام بالغالب والغالب جدا. وتكلّمنا كثيرا على أنّ المرجعيّة الإسلاميّة للجزائر لا تعني إقصاء الأديان الأخرى، بل تعني إظهار مكوّن أصيل في الشّخصية الجزائريّة الّذي يحثّ هو أساسا على احترام كلّ المعتقدات وضمان حريّة الممارسة لها. إنّما مقال اليوم عن هذه الفئة التي تحارب هذه المرجعيّة وبطرق للأسف  غير نبيلة البتة.
وأبدأ بأسئلة تحيّرني دائما.. إذا كان الشّعب في غالبيّته مسلما يقرّ بالألوهيّة لله وحده وبرسالة نبيّه صلّى الله عليه وسلم؟ وإذا كان هذا الشّعب يصلّي ويصوم ويزكّي؟ وإذا كان هذا الشّعب يحلف بالله؟ وإذا كان هذا الشّعب يسمِّي الله عند البدء ويحمد الله عند الختم، ويطري النّاس بالبركة والدّعاء؟ وإذا كان هذا الشّعب يبني المساجد، ويثور على من يسرقها أو يخرّبها ويرى في ذلك جرما عظيما؟
إذا كان كلّ ذلك، فلماذا هذا الإصرار على انتزاع هذا المكوّن الّذي هو جزء من شخص كل مواطن وفكره ورأيه؟ ولماذا الإلحاح على الفصل بينه وبين الدّولة والدّولة إنّما هي خادم للشّعب وضامن لهويّته؟ أليس هذا عدوانا على الشّعب ومحاولة بائسة لخلق آلة عديمة اللّون والولاء تسيّر أمور الشّعب بعيدا عن طموحاته واهتماماته؟ أليس في هذا عدوان على أبسط مبادئ الحكم الرّاشد والدّيمقراطيّة القائمة أصلا على أن السّلطة للشّعب؟ أليس في هذا مصادرة لسلطة الشّعب ووصاية عليه؟
قراءة الجزء الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق