لماذا يصر البعض على رفض المرجعية الدينية للجزائر؟.. الجزء الثاني

إن المتابع للفئة القليلة التي ترفض المرجعيّة الدينيّة للجزائر يلاحظ استماتة غريبة وغير شريفة في تغيير الواقع أملا في تغيير المعطيات التي أشرنا إليها آنفا.
فتجدها مثلا تدافع عن ممارسات لا يقبلها المجتمع ويرى فيها تعدّ على حرمته ومبادئه محاولة شرعنتها متى أتيح لها ذلك، من شذوذ وخمور وزنا، لأنّها مقدّمة الانسلاخ من الدّين. فتبنّيها لهذه الانحرفات ليس نابعا من دفاعها عن الحرّيّات -لأنّها لا تقبل بها في أهلها مثلا- بل لأنّ الدّين يحاربها، ومتى انتشرت، كان ذلك داعيا لانسلاخ أصحابها من الدّين وأمكن بعد ذلك الحديث عن شريحة مجتمعيّة لا دينيّة!
وتجدها أيضا مستميتة في إبراز تنوّع دينيّ في الجزائر خارج إطاره الحقيقي والطّبيعي، فإذا كان التّواجد المسيحيّ في الجزائر في أقليّات عبر مدن قليلة هنا وهناك، فإن العمالة الوافدة من الصّين والهجرة غير الشّرعية من دول السّاحل والخبرات الكوبيّة والأوروبيّة ليست أقلّيات جزائريّة، واستجلابها لم يكن يوما من سلطة شرعيّة مرضيّة من الشّعب، فما بالك بالتّصريح لها بالإقامة الدّائمة وتشكيل نواة أقلّية دينيّة تنخر النّسيج الإجتماعي للبلاد. وليس هذا من العنصريّة في شيء! إنّما نتكلّم هنا عن سياسة توطين وتجنيس ينبغي أن تخضع لتشريع يقرّه الشّعب عبر مؤسّسات شرعيّة مرضيّة منتخبة!
هذا غيض من فيض من طرق الإبعاد التّدريجي للمجتمع عن المرجعيّة الدّينيّة والّتي وإن كانت لا تظهر نتائجها في المنظور القريب، ولكنّها وخيمة العواقب في منظور الأجيال القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق